العشرات من الطلاب تائهين بين الاستمرار في الدراسة أو اللجوء إلى نوادي العاب الانترنت التي تمتلئ يوميا بهم بعيدا عن عين الرقابة الأسرية والمدرسية يلهون ويتسكعون غير مدركين لمصيرهم , والسؤال الذي يطرح نفسه هل من سبيل لمساعدة هؤلاء الطلاب قبل فوات الأوان ؟ وما دور الجهات المختصة المفترض بها رعايتهم وحمايتهم ؟ وما مسؤولية هذه الجهات تجاه هذه الظاهرة ؟ إن محلات الانترنت وغيرها من الأماكن قد تكون مرتعا للانحراف والتي تقود الطلاب في النهاية إلى الضياع وتحرمهم من أن يكونوا جيلا مثقفا منتجا في المجتمع. وبالنظر إلي أعمار مرتدي هذه المحلات نجد أنها تتراوح ما بين أعمار المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية . وعليه فهي ظاهرة منتشرة بين مختلف المراحل المدرسية ويداوم المتسربين على هذه المحلات في أوقات الدوام المدرسي وفي خارجه . أما عن طبيعة ما تقدمه هذه المحلات وعن ماهيتها فهي وبشكل عام ومبسط محلات مجهزة بشبكة مكونة من عدة أجهزة كمبيوتر يستطيع من خلالها المستخدمين ممارسة لعبة ما بشكل جماعي كل من على الجهاز الذي يجلس خلفه وعوضا عن أجهزة الألعاب القديمة فإن استخدام أجهزة الكمبيوتر يتيح ويسهل على مالك (مقهى الألعاب )تغيير وتجديد الألعاب باستمرار مما يساعد علي منع الملل من التسرب إلي المستخدمين ويحافظ علي استمرار ترددهم علي المقهى وتنتشر مقاهي الألعاب بكثرة في أماكن قريبة من المدارس مما يسهل على المتسربين الوصول إليها . كما أنها كمكان للتسلية والترفيه المعتمد على النشاط العملي الذي يثير روح الحماسة لدي المستخدمين فهي عند المتسربين أفضل من المدرسة التي تفتقر إلى الحماس في فقراتها اليومية بما تشمله من دروس جافة ونظرية وأسلوب تدريس عقيم لا يحوي وسائل جذب أو أدوات تستحث وتبعث الاستمتاع والانسجام مقاهي الألعاب الشهيرة ليست ظاهرة وليدة الفترة والأشهر الأخيرة فهي موجودة منذ عدة سنوات لكن انتشارها المكثف والواسع هو الجديد في ذلك حيث توفر خدمة الانترنت المنزلي جعل رواد مقاهي الانترنت يعزفون عنها كونه أصبح باستطاعتهم الاتصال بالشبكة العالمية من منازلهم وبحثا عن زبائن جدد ارتأى أصحاب تلك المقاهي تحويلها إلي مقاهي للألعاب. إن فتح مقهى للألعاب يحتاج إمكانيات مادية ليست بالبسيطة لكن دخول البضائع والأجهزة بأسعار مخفضة مقارنة بالأسعار السابقة ذللت هذه المشكلة وسهلت إمكانية توفير الأجهزة اللازمة لفتح مشروع مقهى ألعاب. و نتيجة الظروف الراهنة وركود سوق العمل فقد وجد عدد من خريجي التخصصات المرتبطة بعلم الكمبيوتر هذه المشاريع أحد الخيارات القليلة المتاحة أمامهم لكسر حالة البطالة التي يعانون منها رغم أنها بعيدة عن مجال تخصصاتهم من ناحية أخري وفرت هذه المقاهي( كونها تعتمد علي الحاسوب) للفاشلين والمطرودين من الكليات والتخصصات المرتبطة بعلم الحاسوب غطاء لفشلهم يختبئون وراءه من مواجهة أنفسهم والمجتمع المحيط كونها مهنة سهلة بالمقارنة مع محلات الصيانة والبرمجة التي لا يفقهون بها و اعتقاد الأهالي بأن هذه المقاهي تنمي قدرات أبناءهم في التعامل مع الكمبيوتر جعل منها مشروعا يدخل علي أصحابه ربحا ممتازا بدون بذل جهود شاقة في تحصيله وهناك الكثير من الأضرار الناتجة عن هذه الظاهرة حيث: - كون أن رواد هذه المحلات هم من طلاب المدارس وكونها ظاهرة تتسبب في أهلهم.منها فهي تلحق ضررا ليس بالهين في المسيرة العلمية لمرتادي تلك المحلات وتضعف من تحصيلهم العلمي - و يلعب الأطفال داخل هذه المقاهي كخدمة مدفوعة الأجر وهذا يتسبب في جعلهم يصرفون مصروفهم اليومي لهذه الغاية بدلا من صرفه علي الاحتياجات الطبيعية للطالب المدرسي - قد يلجأ بعض الأطفال إلي استخدام طرق غير مباحة للحصول علي المال اللازم إذا ما عجزوا عن الحصول عليه (كسرقة من جيب ولي الأمر) وبالتالي اكتساب صفات سيئة . - يهدر الأطفال أوقات طويلة داخل هذه المقاهي ويتعلق بعضهم لدرجة الإدمان ويعمل ذلك علي إبعادهم عن التواصل الاجتماعي مع أهلهم . - قد تسبب الظروف والمتغيرات الطارئة كانقطاع التيار الكهربائي في اكتئاب المدمنين علي هذه المقاهي كونها تحرمهم من ممارسة هوايتهم المحببة . - يمنع بعض أولياء الأمور أبناءهم من دخول هذه المقاهي وبالتالي تصبح فترة الدوام المدرسي هي الوقت المتاح لفعل ذلك بعيداً عن رقابة ولى الأمر والتسرب من المدرسة أمرا لابد منه لتحقيق هذه الرغبة . - معظم الألعاب المتوفرة في المقاهي هي العاب حربية تدور فكرتها حول قتل المنافسين من اجل الفوز باللعبة ويؤدى ذلك إلى تنمية نزعة العنف في نفوسهم وقد يخرج هذا العنف ضد زملائهم في المدرسة وغيرها من الأماكن . - في كثير من الأحيان يتواجد داخل المقهى مستخدمين من فئات عمرية مختلفة ويحدث أن يتلفظ المستخدمين ألفاظا نابية وسوقية أثناء اللعب وقد يتعلمها الصغار وتنتشر بينهم التوصيات: - ضرورة التواصل المستمر من قبل الأهل مع المدرسة . - ضرورة إشراف الجهات الحكومية المختصة والإشراف على المقاهي بشكل مستمر - ضرورة تفعيل الأنشطة اللامنهجية في المدارس للترفيه عن الطفل لإيجاد بديل عن المقاهي . |
sebarkan salam

Wednesday, November 30, 2011
الانترنت و انعكاسها على الطلاب
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment